السبت، 31 أكتوبر 2015

اختيار شريك العمر



تعتبر مسألة اختيار شريك العمر مرحلة مهمة في الحياة الزوجية، لأن هذا الخيار يبقي مرتبطا بالطرفين طوال حياتهما لذلك يجب الانتباه و التأني لاختيار شريك الحياة المناسب لنحظى بحياة زوجية سعيدة و ناجحة.
فمعظم الأشخاص يجدون صعوبة في الاختيار لان ليس لهم مقاييس محددة لشريك الحياة المستقبلي ، فعملية اختيار شريك العمر يلزمها وقت كافي حتى ندرس جميع جوانب الطرف الأخر و لا يمكننا أن نتسرع  في أخذ القرار لأن هذا الأخير يتحكم في مستقبل الطرفين و له أثار عديدة مرتبطة بنا طوال الحياة و تؤثر عليهما سلبا أو إيجابا و بالتالي تكون متعلقة و مكملة بحياة الأولاد .
فالإشكال المطروح : ما مدى اختيار شريك العمر الصحيح ؟ و كيف يمكن أن نحقق حياة زوجية ناجحة و سعيدة؟  
لهذا نجد بعض المبادئ و الأسس مهمة جدا لاختيار شريك العمر و من بين هذه المقاييس ما يلي :
1ـ تقبل كلا الطرفيين لبعضهما البعض من حيث الشكل الخارجي إذ يعتبر هذا الأخير عامل ضروري لاختيار شريك الحياة المستقبلي لان النظر إلي الطرف الأخر و شعورك بارتياح منذ النظرة الأولي يؤثر إيجابا مع مرور الوقت في العلاقة الزوجية.   
2ـ الانسجام الثقافي و التعليمي للطرفين يعتبران أساس الخيار السليم .
3ـ التناسب في المستوى الاجتماعي، فالزواج الناجح لا يقتصر فقط علي الطرفين و إنما هو علاقة بين عائلتين حيث تتسع و تؤثر في علاقة الطرفين بالسلب و الإيجاب و من هنا تظهر أهمية الأسرة التي نشأ منها كل طرف.  
3ـ حسن التواصل و التفاهم الجيد يؤدي إلي تجاوز كثير من المشاكل و العقبات لان هذا المبدأ يجعل الطرفين يفهمان أي خطوة يخطوها الطرف الأخر و تكون القرارات المتخذة ترضي الطرفين . 
4ـ التناسب في الطباع و الأخلاق و المعرفة الجيدة لطباع و أخلاق شريك الحياة المستقبلي و تأكد من تقبل سلبيات الطرف الأخر لذا لابد من مراعاة القيم الأخلاقية و الدينية التي يتمتع بها كل طرف.
5ـ تمتع الطرفين بروح المسؤولية و معرفة و تحمل كل طرف لواجباته اتجاه شريك حياته و اتجاه أسرته ما يجعل الطرف الأخر لا يتحمل عبئ أخر يجعله ينفر منك و لا يقوم بواجباته كاملة و بالتالي تفكك الأسرة . 
6ـ استقرار عائلة الشريك المستقبلي بمعني يكون الطرف الأخر يعيش في جو أسري هادئ خال من الخلافات إذ يعتبر هذا المقياس من أهم المقاييس لاختيار شريك العمر لان هذا الأخير يكون له نموذج أسري يتوافق مع مخططاته.  
7ـ الحالة المادية للزوج تكون ميسورة الحال لان المال يجعل الزوج يؤدي بعض واجباته علي أكمل وجه خصوصا نفقات الأولاد من ملبس و مأكل و الدراسة ... بالإضافة إلي العامل المهم و هو السكن .
هذه المقاييس ليست وحدها كفيلة في اختيار شريك العمر بل يمكننا أن نستشير ذوي الخبرة و المعرفة و نسأل عن الشخص المتقدم للزواج زملاءه و الأشخاص المحيطين به ،  و ذلك كي نتعرف و نتحكم في جميع الجوانب التي لا نعلم بها بمجرد المقابلة و الأهم من ذلك معرفة الأسرة التي نشأ فيها و المجتمع الذي عاش فيه، و كثيرا من الأشخاص يتفادون هذا العامل لان الحب يؤثر فيهم كثيرا و لكن هذا الأخير ليس كافي وحده في اختيار شريك العمر، فالحدود العمرية ، الاجتماعية ، الثقافية و التعليمية و حتى الدينية مهمة جدا في معرفة الطرف الأخر حتى لا ندخل في نزاع و شقاق الطرفين ، هذا ما يؤثر سلبا علي مستقبل الحياة الزوجية.
و مجمل القول يجب أن نستخير ربّنا لان هناك أمورا لا يعلمها إلا الله عز و جل ، فالاستخارة هي من أهم شيء نتوصل إليه ليوفقنا الله إلي القرار السليم الذي يعتبر من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته ليحظى بحياة زوجية سعيدة و ناجحة.