فترة الخطوبة من أهم المراحل و أجملها قبل
الزواج، باعتبارها الفترة التي يتطلع فيها الفرد على سلوكيات الآخر، مما يساعد كلا
الطرفين الآخر على التأهيل النفسي لما هو مقبل عليه، و يكون في أّوّج اندفاعهما و
حماسهما غير محملين بأعباء و مسؤوليات الزواج و المنزل و الأولاد، مقبلين على
الحياة و الحب بكامل طاقتهما ، و هذا التعارف لا يحدث إلا بالمكالمات الهاتفية و
اللقاءات التي تمكنها من معرفة الجانب الآخر و لكن هذا لا يعني إن تلك الفترة
خالية من المشاكل ، بل على العكس كل هذا لا يمنع حدوث مشاكل بين الطرفين بسبب
التقارب و التعارف و اختلاف البيئات و الطباع ، ليس بالضرورة أن تكون هذه المشاكل
كبيرة و خطيرة لدرجة الانفصال ، لذلك فهي تحتاج لوعي و تفهم من الطرفين للتعامل
معها بحكمة و حلها ، و هذا لا يعني أن وجود المشاكل خلال هذه الفترة معناه الخطيبين
غير متوافقين ، لذا سوف نتطرق إلي أبرز المشاكل التي تحدث بين الخطيبين خلال فترة
الخطوبة و نقترح أهم الحلول لتفاديها . و الإشكال المطروح : ما هي أبرز مشاكل فترة الخطوبة؟ و إلي أي مدى نسعى
إلي كيفية التعامل و التخلص منها؟ و ما هي أهم الحلول المقترحة لتجنب هذه المشاكل
؟
للإجابة على هذه الإشكاليات سوف نتطرق إلي أهم
المعايير و المقاييس التي يتعامل معها الخطيبين لتجنب المشاكل في هذه الفترة
المهمة ، لتبقي بالفعل أجمل ذكرى في حياة الطرفين.
تعتبر فترة الخطوبة من أجمل الأيام التي
يعيشها الشاب و الفتاة المقبلين على الزواج في حياتهم و لكن هذا لا يمنع حدوث
العديد من المشاكل خلال هذه الفترة، و تعتبر محاولات التعارف و التقارب و اختلاف
الطباع بين الطرفين من أهم الأسباب و العوامل وراء مشاكل الخطوبة و في الواقع هي
مشاكل طبيعية و لابد من حدوثها لأنها لا تشكل خطر على الخطوبة أو تعرقل وصولها إلي
الزواج بينما يكمن السّر في طريقة التعامل معها ، و من أهم هذه المشاكل:
1- عدم التواصل بين الخطيبين يصعب على كل طرف إيصال ما يفكر به الأخر بسبب
اختلاف طريقة التحدث و الأفكار و الآراء و الطباع.
2- عدم وجود لغة مشتركة للحوار بين الطرفين يعني طريقة التحدث بين الطرفين غير متوافقة و
عدم تعودهم على التحدث بشكل صريح و إيصال ما يريدونه.
3- انعدام الثقة بين الخطيبين من ابرز مشاكل فترة الخطوبة و هي مشكلة طبيعية
في هذه الفترة لان هذه الأخيرة مبدئية.
4- عدم إدراك الطرفين أن الوقت كفيل في هذه الفترة بأن يكشف كل شيء و إن كان
الطرف الآخر يستحق الثقة أم لا.
5- عدم مشاركة الطرفين في تفاصيل حياتهما لذا في هذه الفترة يجب أن يحاول
الخطيبين تعيير نمط حياتهما لكي تتناسب مع وجود شريك الحياة. و هذه المشكلة ليست
معقدة بل تحتاج إلي التفهم و الصبر و الهدوء.
6- عدم مراعاة الخصوصيات و السماح بتدخل طرف ثالث في حياتهما .
7- عدم التصرف بعفوية و التي تؤدي إلي صراع نحو إيجاد لغة للحوار المشترك بينهما
.
8- طول فترة الخصام التي لها تأثيرات سلبية على الحياة الزوجية مستقبلا.
9- عدم المصارحة التامة بين الخطيبين سواءا مادية أو معنوية .
10- الروتين الدائم بين الخطيبين خصوصا إذا كانت فترة الخطوبة طويلة.
11- عدم ترك مساحة للشوق بين الخطيبين مما ينتج عنه ملل دائم.
لقد تضاربت الآراء حول وسيلة الاتصال فالبعض يرى أن الهاتف نعمة على الخطيبين و البعض
الآخر يراه نقمة عليهما . و لتحليل هذه الإشكالية سوف ندعم تحليلنا بحجج و براهين
بين مؤيدين و معارضين .
من الشائع في واقعنا أن فترة الخطوبة تمر
بمكالمات هاتفية فالبعض يراها إنها تقوي العلاقة و تقرب الطرفين ببعضهما ، و البعض
يراها أنها سبب تفرقة و انفصال الخطيبين و
بقدر ما تكون نعمة على الطرفين بقدر ما تكون نقمة عليهما.
المكالمات الهاتفية لها أن تقوي العلاقات بين
الخطيبين و ذلك بالتحدث عن أمورهم المستقبلة هذا إذا كانت فترة الخطوبة قصيرة أما
إذا كانت هذه الفترة طويلة وزادت المكالمات دخل الخطيبين في مشاكل لا يستطيعان
الخروج منها ، لأنها حتما ستأتي مرحلة الشك من كلا الطرفين نتيجة الضغوطات
الاجتماعية لان الكلام الكثير يؤدي إلي ما لا يحمد عقباه ، و في بعض الأحيان
الهاتف هو من ينهي العلاقة بين الخطيبين لما ينتج عنه من مشاكل لذا فهو في الأول
يكون وسيلة مفيدة للتعارف لكن مع مرور الوقت يتحول إلي نقمة لان كل ما زاد الشئ عن
حده أنقلب إلي ضده خصوصا في وقتنا الحالي أصبحت المكالمات الهاتفية مجانية يعني
تسمح للطرفين بالدخول و التغلغل في المحادثات التي تنتج عنها مشاكل كثيرة ، هذا لا يعني أن
هذه الوسيلة سلبية فقط فقد تكون ايجابية بالنسبة للطرفين البعيدين عن بعضهما ، فهو
يعد وسيلة لتقريب الخطيبين خصوصا إذا كانت المسافة بعيدة مع العلم أن كثرة الاتصال
يجعل كل طرف يكشف عن سلبيات الآخر لان كثرة الحديث تؤدي إلي كثرة المشاكل و تدهور
العلاقة بين الخطيبين و يحدث سوء تفاهم من شأنه أن ينهي بالعلاقة مثل ما هو واقع
في مجتمعنا اليوم. لذا فالمشكلة الحقيقية ليست في الهاتف النقال و إنما هي في فترة
الخطوبة يجب إن لا تطول ، لأنها إذا طالت ستتحول المكالمات إلي أكاذيب و افتراء و
بالتالي المشاكل و انعدام الثقة بين الخطيبين.
من أهم و ابرز الحلول المقترحة لتجنب المشاكل
في فترة الخطوبة هي :
1- تصرف كلا الطرفين بعفوية و بساطة و استعمال لغة حوار مشتركة.
2- اكتساب الثقة بين الطرفين لان فترة التعارف ستساعدهما ببناء جسور الثقة
القوية بينهما التي ستستمر إلي بعد الزواج.
3- محاولة الخطيبين تغيير نمط حياتهم لكي يتناسبا مع بعضهما البعض .
4- مراعاة الخصوصية و كتمان السر بين الخطيبين نهايته زاوج ناجح.
5- ينبغي على الخطيبين كسر الروتين و تغيير بعض الأمور المعتادة.
6- مشاركة الخطيبين الاهتمامات و تفاصيل حياتهما.
7- عدم السماح الخطيبين تدخل طرف ثالث في حالة حدوث مشاكل .
8- التزام الطرفين بالصراحة التامة في كل المجالات لأنها سر من أسرار الزواج
الناجح.
9- في حالة حدوث خلافات وصراعات بين الطرفين لا يجب عليهما أن يتركا هذه
الفترة تطول لان الخصام لها اثر سلبية علي العلاقة الزوجية.
10- ترك مساحة كافية للشوق بين الطرفين حتى يتجنبا الملل في فترة الخطوبة .
11- حسن التواصل و إيجاد لغة مشتركة للحوار بين الخطيبين.
12- الهدايا المتبادلة بين الطرفين تعزز حياتهما و تنتج عنها مودة و احترام.
بما أن فترة
الخطوبة من أهم المراحل اتساعا في مجال التعامل و الاحتكاك ، فلا يمكن أن نترك
المشاكل تنصب في هذه الفترة و يجب أن نتجنبها بكل الطرق ، لان في هذه الفترة تتسع
مساحة للتعارف بين الخطيبين أو حتى
العائلتين لتتخذ حيزا اكبر يوم بعد يوم، و مهما طالت فترة الخطوبة فهناك صفات و
طبائع مخفية مهما حاولا الخطيبين لم يكتشفاها حتى السنة الأولى من الزواج التي
تظهر فيها الكثير من العيوب مما ينتج عنها مشاكل كثيرة تؤثر بالسلب على الزواج.
لذا فإن فترة الخطوبة ليست أحاديث حب و
رومانسية فعلى الرغم من أهمية كل هذه الأشياء إلا أن هناك أمور كثيرة ينبغي على
الخطيبين العمل بها لكي يتجنبوا الكثير من المشاكل ما بعد الزواج و يجب استثمار هذه الفترة بالتخطيط للحياة زوجية ناجحة و
التدريب على بعض الاستراتيجيات التي يهدف إليها كلا من الطرفين ليرسموا حلم زواج
ناجح.